أرشيف

دبي وواشنطن: الطردان يحملان بصمات القاعدة

أشاد أوباما بالتعاون الكبير بين بريطانيا وبلاده لإحباط محاولة تنفيذ اعتداءات عبر طرود مفخخة.

واشنطن، دبي: أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتعاون الكبير بين الولايات المتحدة وبريطانيا لإحباط محاولة تنفيذ اعتداءات عبر طرود مفخخة، وذلك في اتصال هاتفي السبت مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وقالت الرئاسة الأميركية إن أوباما، الذي أشار إلى “مؤامرة إرهابية”، أبلغ كاميرون “تقديره لمهنية الأجهزة الاميركية والبريطانية في جهودها المشترك لإحباط هذه المؤامرة في مهدها”.

وكانت وزيرة الأمن الداخلية الأميركية جانيت نابوليتانو قالت السبت إن المتفجرات التي عثر عليها في طردين مشبوهين الجمعة في طائرتي شحن متجهتين إلى الولايات المتحدة، تحملان “بصمات القاعدة”.

وأوضحت الوزيرة لقناة سي ان ان “نحن نعرف أن مدبري هذا العمل الذي يحمل بصمات تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، يفعلون ما في وسعهم لاختبار نظامنا” الأمني. وكانت الوزيرة ذكرت في وقت سابق لقناة فوي نيوز أن الطردين المشبوهين لا يزالان يخضعان لـ”تحاليل”.

 بعد حادثة الطرود ..ضغط على صنعاء للتصدي للقاعدة 

وأضافت “أن تلك (التحاليل) يجب أن تتم من قبل خبراء علميين.. والتحاليل جارية”. وكررت الوزيرة أنه من الضروري زيادة إجراءات الأمن واليقظة، وقالت “لا توجد وصفة سحرية، يجب أن تكون لدينا مستويات عدة” من الأمن.

في السياق نفسه، أعلنت شرطة دبي في بيان السبت أن الطرد الذي ضبط في مطار دبي آتيًا من اليمن يحتوي على متفجرات ومزود بنظام تفجير “يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات إرهابية كتنظيم القاعدة”.

وأوضح البيان أن “التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي بشأن الطرود المشبوهة، التي عثر عليها فريق البحث والآتية من اليمن عبر شركة فيدرال إكسيبرس الأميركية للشحن الجوي “فيديكس” بينت أنها “طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة”.

وأضاف أنها “أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال أخفيت داخل الطابعة”. وتابع البيان أن “أسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات إرهابية كتنظيم القاعدة”. وأكد المصدر أن الخبراء بشرطة دبي قاموا بإبطال مفعول تلك العبوة.

وقالت شرطة دبي إنها “تلقت معلومات عن طريق الاتصال الدولي تفيد باحتمال وجود مواد متفجرة مخفية في بعض الطرود البريدية الآتية من اليمن عبر شركة فيدكس إلى مطار دبي الدولي”، بحسب البيان. وأوضحت أن الخبراء حددوا أن “المواد المكتشفة هي “بيتن” وايزايد الرصاص، وهي مادة شديدة الانفجار، تستخدم في صواعق التفجير”.

هذا وأعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان لوكالة فرانس برس السبت أن الطرد المفخخ الذي تم العثور عليه في مطار دبي ومصدره اليمن وكان مرسلاً إلى الولايات المتحدة كان يمكن أن ينفجر في الطائرة.

وختم البيان مؤكدًا أنه “بتلك الإجراءات السريعة والمتلاحقة أحبطت شرطة دبي عملية إرهابية كانت محتملة الحدوث في الجهة التي من المفترض أن يصل إليها” الطرد. ونشرت وكالة أنباء الإمارات بيان شرطة دبي وإلى جانبه تسع صور للطابعة المفخخة التقطت من زوايا عدة. أما الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الأمارات فأكدت أن الطرد المفخخ الذي تم اعتراضه في مطار دبي الجمعة أرسل من صنعاء إلى الدوحة، ومنها إلى دبي، عبر الخطوط الجوية القطرية.

وأوردت وكالة أنباء الإمارات أن “الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة أعلنت أن الشحنة التي تم اكتشافها في مطار دبي أمس (الجمعة) تم شحنها من صنعاء على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية كانت متجهة إلى الدوحة، ومن ثم تم شحنها على الخطوط القطرية من الدوحة إلى دبي حيث تم اكتشافها”. وصرح مصدر مسؤول في الهيئة للوكالة أن “التنسيق جار ومتواصل مع الجهات المعنية في الدول الأخرى حول هذه الشحنة وما يتصل بها”.

وتظهر إحدى الصور نظام التفجير، فيما تعرض صورة أخرى اقمشة ملونة استخرجت من الطرد الذي كان يحوي القنبلة. وشركة فيدكس الأميركية لها مكتب في صنعاء يجمع الطرود المطلوب نقلها إلى الخارج، لكن الشركة لا تسير رحلات بطائراتها الخاصة في صنعاء، بحسب ما أفاد مصدر يمني في مجال النقل الجوي.

وأعلنت شركتا فيدكس ويو بي اس الأميركيتان الجمعة تعليق شحن البريد المرسل من اليمن إثر اكتشاف طردين مشبوهين في دبي وانكلترا أرسلا من هذا البلد. و”البيتن” مادة متفجرة شديدة القوة يمكن تفجيرها بوساطة صاعق أو بدرجة حرارة مرتفعة.

وهذه المادة المتفجرة استخدمت في 25 كانون الأول/ديسمبر 2009 في محاولة لتفجير طائرة أميركية أثناء رحلة من أمستردام إلى ديترويت، غير أن نظام التفجير لم يعمل، وأصيب منفذ المحاولة، وهو نيجيري عمره 23 عامًا بحروق بالغة.

وعلى أثر اكتشاف الطردين المشبوهين المرسلين من اليمن، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما تصميمه على “تدمير” تنظيم القاعدة في اليمن، الذي أصبح في طليعة أهداف الولايات المتحدة بعد محاولة تفجير الطائرة في عيد الميلاد الماضي.

الطردان كانا معدين للتفجير

إلى ذلك، أعلن المحققون أن الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن، وتم اعتراضهما في دبي وبريطانيا، كانا معدين للتفجير ويحملان بصمات القاعدة.

كما أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أن الطرد المفخخ الذي عثر عليه في طائرة شحن تابعة لشركة يو بي اس الأميركية في مطار إيست ميدلاندز في وسط انكلترا كان يحتوي أيضًا على “مواد متفجرة” وهو “معد للتفجير، وكان يمكن أن ينفجر”. وأطلق إنذار عالمي الجمعة بعد العثور على الطردين.

وفي اليمن، ضبطت السلطات السبت 26 طردًا مشبوهًا آخر، وأوقفت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء، على ما أفاد مصدر قريب من التحقيق. وأعلن متحدث رسمي يمني السبت أن “اليمن سيواصل جهوده في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع المجتمع الدولي”.

غير أن مهمة الرئيس علي عبدالله صالح ليست يسيرة، إذ يتحتم عليه مراعاة العشائر التي يعتبر دعمها له أساسيًا لبقائه في السلطة، بموازاة تلبية مطالب حليفه الأميركي.

من جهته، اعلن اوباما ان بلاده ستواصل تعزيز تعاونها مع صنعاء “بهدف افشال اعتداءات جديدة والقضاء على فرع تنظيم القاعدة” في اليمن.

خبير: طائرات الشحن نقطة ضعف في الأمن الجوي

من جهته، رأى كريس ياتس الخبير في مجلة جاينز ديفنس المتخصصة في المسائل الدفاعية أن طائرات الشحن هي “نقطة الضعف” في الأمن الجوي، معلقًا على ضبط طردين مفخخين في انكلترا ودبي موجهين إلى الولايات المتحدة.

وقال الخبير متحدثًا لصحيفة دايلي تلغراف البريطانية السبت إن مسألة امن الشحن الجوي مطروحة “منذ 2001 تقريبًا”، موضحًا أنه “من الصعب جدًا التدقيق بشكل معمق في الحاويات الكبيرة الحجم نظرًا إلى الوسائل التكنولوجية المستخدمة”. وأكد أن “طائرات الشحن لطالما كانت نقطة الضعف” في مجال الأمن الجوي.

من جانبه، لفت ديفيد ليرماونت خبير المسائل الأمنية في مجلة فلايت غلوبال إلى أن حركة الشحن لطالما اعتبرت هدفًا محتملاً لأعمال إرهابية، ولو أن الإرهابيين ركزوا هجماتهم حتى الآن على طائرات الركاب. وقال متحدثًا للصحيفة “حين يتم إرسال حاوية، تكون إجراءات المراقبة المرعية هي نفسها المعتمدة حين يحجز راكب رحلة”.

وتحدث وزير الداخلية البريطاني السابق جون ريد عن “خطر الإرهاب الهائل والمتواصل”، فدعا عبر إذاعة البي بي سي إلى الحذر والحيطة، رغم الدعوات التي صدرت أخيرًا من بعض مسؤولي شركات الطيران، ومنها بريتيش إيرويز من أجل خفيف الإجراءات الأمنية الخاصة بالركاب.

وقال ريد “علينا الإقلاع عن فكرة إننا إذا عرفنا فترة خالية من هذا النوع من الأحداث، فهذا يجيز لنا خفض درجة اليقظة والأمن في المطارات”. ولفت إلى أنه “لم يثبت بوضوح” أن الطردين المشبوهين كانا بمثابة اختبار لأمن طائرات الشحن، مؤكدًا أنه “لن يكون من الحكمة أن نعتقد أننا إذا رصدنا هذين الطردين، فهذا يعني أنه ليس هناك طرود أخرى سواهما”.

وأعلنت لندن الجمعة أنها “تدرس بشكل عاجل الإجراءات الأمنية” الواجب اتخاذها بالنسبة إلى طائرات الشحن الآتية من اليمن، إثر العثور على طرد مشبوه في طائرة شحن متوجهة من اليمن إلى الولايات المتحدة أثناء توقفها في مطار بريطاني محلي.

زر الذهاب إلى الأعلى